محو الهوية الوطنية الإرترية
2025-03-30 10:47:02 Written by EPDP InformationOffice Published in المقالات العربية Read 199 timesيعود تاريخ تسمية إرتريا إلى أكثر من 2000 عام وهو اسم يوناني الأصل ويعني البحر الأحمر. في القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1869 بدأ التسلل الاستعماري الإيطالي إلى إرتريا بشراء قطعة ارض من سلطان عصب بواسطة مبشر إيطالي يسمى سابيتو لصالح شركة تموين السفن روباتينو الإيطالية، وتواصل هذا التسلل من 1882 إلى 1889 وفي مطلع عام 1890 تم تسجيل إرتريا رسميا كمستعمرة إيطالية في القرن الأفريقي.
هنا يجب ذكر حقيقة هامة وهي أن الشعب الإرتري كان موجودا في هذه الرقعة من الأرض الممتدة على الساحل الغربي للبحر الأحمر وفي
مرتفعاتها وسهولها كغيره من شعوب المنطقة بصراعاته وحروبه ومنجزاته بمكوناته المتنوعة يوثر ويتأثر بمجريات الأحداث في المنطقة.
ومنذ هذا التاريخ وصاعدا أصبح وطننا يعرف باسم إرتريا، الإرترية هويتنا الوطنية الراسخة في وجدننا المنبعثة من الشعور بالانتماء العقيق لهذا الوطن وعلى هذا الشعور بالانتماء للرقعة الجغرافية "إرتريا" وحبها أنبت الإرترية وليس على كراهية هوية الأخرين.
عبر التاريخ كان نضالنا يتمحور لصد جميع محاولات القوة الاستعمارية والجهات التي تناسبنا العداء للنيل من وطننا ووطنتينا، وتحملنا تداعيات سياسة الأرض المحروق تحت "شعار الأرض وليس الأنسان الإرتري" التي مارستها أثيوبيا من اجل الحفاظ على ارتريتنا أرضا وشعبا، ودحرنا كل الغزاة. من هنا تتجلى الحقيقة على أن الهوية الإرترية لم تقدم منحة بل هي ثمرة تاريخ نضال طويل وإرادة العيش المشترك للشعب الإرتري.
وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة ظهور بعض المتطرف الداعين وبكل وقاحة وسفالة إلى طمس ومحو الهوية الإرترية كما جاء في إحدى المنصات الإعلامية تسمى " " ላዛ ትግርኛ ويمكن ترجمتها (طعم لغة التقرينيا) مقرها مدينة مقلي إقليم تجراي جاء مقابلة أجرتها مع أحد ضيوفها يدعي أنه محلل سياسي تحدث بكل وقاحة أن الهوية الإرترية يجب محوها من الإرتريين ووأد الشعو بالانتماء إلى إرتريا لأنها تعني كراهية التقراوين وهذا إعلان صريح لطمس الهوية بمقدمة نشر خطاب الكراهية.
قد يسأل السائل لماذا كل هذا الحقد على الهوية الإرترية من المنصة وضيفها المحلل السياسي، ربما قد تكون لعدة نقاط غير مبررة منها تدخل
نظام اسمرا في الحرب الأخيرة بين الحكومة الفدرالية الأثيوبية وإقليم تجراي الذي لا يتحمل الشعب الإرتري وزر من قام بها، أو قد يكون وجد دالته في ثرثرة بعض الإرتريين الذين يخلطون بين العناصر المكونة للهوية الوطنية واختزالها في اللغة المشتركة حتى لوكان هذا الاشتراك عبر للحدود الوطنية.
أما بالنسبة للمنصة بجانب الاتفاق مع النقاط المذكورة أعلاه يأتي من اجل حصد أكبر عدد من المتابعين حتى لو كان ذلك من خلال الاعتداء والإساءة للشعوب والأوطان.
ولكن الذي غاب من عقل كل المتربصون بالاعتداء على الهوية الإرترية وطمسها بمسحوق التنظيف أن الهوية الإرترية التي تروا بعرق ودماء شعبها سوف تبقى ما بقيت الخليقة.