http://ascenteq.com/project/epdp

تقرير إخباري

حكـَـي طلبة وصلوا مؤخراً من ارتريا أن التعليم هناك مثله مثل سائر أوجه الحياة في ارتريا بات يتدهور من سيئ الي أسوأ، وحسب هؤلاء فإن أسباب ذلك كثيرة، لكن يأتي في مقدمتها خضوع العملية التعليمية في مراحلها الدراسية المصيرية بالذات لنظام عسكري لا يصلح لتوفير بيئة تعليمية مريحة ومشجعة علي التلقي أو الاستذكار، فمنذ المرحلة الثانوية ينتزع التلاميذ من حضن الرعاية الأسرية الي أتون التدريب العسكري في معسكر ساوا حيث يقضي الطالب الوقت مناصفةً بين التدريب وانضباطه وقسوته المفرطة من جهة والدراسة وما تحتاجه من أجواء أبعد ما تكون عن الجو العسكري الذي تختلف بيئته عن البيئة الدراسية اختلافاً كلياً.

ويضيف من عاشوا تلك التجربة طلاباً أو معلمين: أن المعلمين هناك علي قلتهم وتواضع خبرتهم ومستواهم التعليمي يتلقون معاملة قاسية من إدارة المعسكر تزيدهم زهداً وكراهة في مهنتهم ومجمل عملهم هناك وتشجعهم كسائر رصفائهم من الشباب علي النجاة بجلدهم هرباً. أما ما يتلقاه الطلبة من بصيص معرفة علمية لا تتجاوز القراءة والكتابة فإنما يتم عبر تعاونهم فيما بينهم، حيث ينظمون أنفسهم في مجموعات يراجع فيها الأفضل أكاديمياً الدروس للأقل مستوىً في الاستيعاب.

من جهةٍ أخرى فإن الطلبة يُــدارُون ويعاقـَـبـُـون عسكرياً، فعلـَـي أدق الأخطاء يتلقون عقوبات أقسى كثيراً من تلك التي يتلقاها العسكريون أنفسهم علي الأخطاء الكبيرة.

هذا وقد أجمع المراقبون للوضع في ارتريا علي أن تدهور التعليم فيها وتدفق هجرة الشباب منها سوف يكونان العاملين الذين يؤديان الي انهيارها مجتمعاً ودولة.